في فضل ليلة الجمعة
اعلم انّ ليلة الجُمعة ونهارها يمتازان على ساير اللّيالي والايّام سموّاً وشرفاً ونباهة
فقد روي عن سلمان الفارسى رضى الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا يغتسل رجل يوم الجمعة ، ويتطهر ما استطاع من طهر ، ويدهن من دهنه ، أو يمس من طيب بيته ، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ، ثم يصلي ما كتب له ، ثم ينصت إذا تكلم الإمام ، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى . )
وعن الصّادق (عليه السلام) قال
مَن مَات ما بين زوال الشّمس من يوم الخميس الى زوال الشّمس من يوم الجُمعة
اعاذه الله من ضغطة القبر
وعنه (عليه السلام) أيضاً قال
انّ للجمعة حقّاً فايّاك أن تضيّع حرمته أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقرّب اليه
وترك المحارم كلّها فانّ الله تعالى يضاعف فيه الحسنات ويمحو السّيئات
ويرفع فيه الدّرجات ويومه مثل ليلته فان استطعت أن تحييها بالدّعاء والصلاة
فافعل فانّ الله تعالى يرسل فيها الملائكة الى السّماء الدّنيا
لتضاعف فيها الحَسَنات وتمحو فيها السّيئات وانّ الله واسِع كريم
وأيضاً في حديث معتبر عنه (عليه السلام)
قال : انّ المؤمن ليدعو في الحاجة فيؤخّر الله حاجته الّتي سأل الى يوم الجمعة ليخصّه
بفضله (أي ليضاعف له بسبب فضل يوم الجمعة)
وقال لمّا سأل اخوة يوسف يعقُوب أن يستغفر لهم
قال : (سَوْفَ اَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّي)
ثمّ أخّر الاستغفار الى السّحر من ليلة الجمعة كي يستجاب له
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)
انّ الله اختار الجُمعة فجعل يومها عيداً واختار ليلتها فجعلها مثلها وانّ من فضلها
أن لا يسأل الله عزّوجلّ أحد يوم الجُمعة
حاجة الاّ استجيب له وان استحقّ قوم عقاباً فصادفوا يوم الجمعة وليلتها
صرف عنهم ذلك ولم يبق شيء ممّا احكمه الله
وفضّله الاّ أبرمه في ليلة الجمعة، فليلة الجمعة أفضل اللّيالي ويومها أفضل الايّام.
نسأل الله أن يرزقنا الصدق فى القول والعمل
وأن يجعل أعمالنا خالصتآ لوجهه